فضاء حر

“العدوانية العائمة”

يمنات
في كتاب “تضخيم الدولة العربية”، يرد مصطلح “العدوانيات العائمة”، الذي يُمكن الاستناد إليه في تفسير العدوانية المفرطة التي يُظهرها البعض في “الفيسبوك”.
في هذا الكتاب، يقول نزيه الأيوبي، استناداً إلى “بعض المراقبين”، أن “العدوانية العائمة سمة لصيقة بالانتقال من البيئات البدوية، أو الجبلية المنغلقة، إلى بيئات اجتماعية أوسع”. ذكرني هذا التعريف بآية “الأعراب أشد كفراً ونفاقاً”.
هذا يعني أن الجلافة، وغياب الدماثة والأخلاق، تنعكس في تصرفات بعض من يصلون المدن قادمين من “البيئات البدوية، أو الجبلية المنغلقة”. انظروا إلى خلفيات سفهاء “الفيسبوك” وستجدون ما يؤكد هذا التعريف. في الحياة العامة تجدونهم منكسرين، ويتحدثون بصوت منخفض. خلف “الكيبورد”، يتحولون إلى كيانات أخرى، كما لو أنهم لا يجدون أنفسهم إلا في “متاهات الوحدة” (هذا اسم كتاب بالغ الأهمية لاكتافيو باث).
أنا ولدت في القرية، وأدرك أن أغلب أهل القرى يتمتعون بالدماثة والأخلاق العالية. الأرجح أن بعض من ينتقلون من “البيئات البدوية، أو الجبلية المنغلقة”، ويشرعون بالانخراط في العمل السياسي العام في المدن، لا يجدون طريقة للتعريف بأنفسهم إلا عبر اللغة المنفلتة التي لا تُراعي مسألة الدماثة والأخلاق.
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى